المجيب البندري بنت عبد العزيز العمر
عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات نفسية /اخرى
التاريخ 8/03/1426هـ
السؤال
أنا أكره الرجال ونفسي أقوم بقتلهم جميعاً؛ وذلك لأسباب كثيرة وأهمها نظرتهم للمرأة على أنها كائن حقير ضعيف لا داعي لوجوده على الأرض.
الجواب
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على نبينا محمد.
شعورك هذا يتسم بالغرابة والنظرة السوداوية القائمة المعممة دون مبرر واضح، فقد يكون من حولك من الرجال ينظر للمرأة بهذه النظرة، لكن لا يعني بالضرورة أن كل رجل في العالم المسلم وحتى غير المسلم ينظر ذات النظرة، ولعلك تلحظين أن هذه النظرة الدونية تتزايد في المجتمعات ذات الثقافة الضحلة التي ترى الثقافة فقط التقدم المادي والتكنولوجي، لكن من كان ينطلق من دين سماوي سيما ديننا - ولله الحمد والمنّة- لا يجد مطلقاً هذه النظرة بين أفراده، لقد أتى الإسلام وأعلى مكانة المرأة بعد أن كانت تُعد من سقط المتاع عند مشركي العرب ومَنْ قبلهم من الرومان والثقافات والديانات الباطلة، لقد أعلى الإسلام شأن المرأة وقال عنهن: "النساء شقائق الرجال" أخرجه الترمذي (113) ، وأبو داود (237) ، وابن ماجة (612) ، وغيرهم من حديث عائشة -رضي الله عنها-. ولولا أن العدل فريضة لازمة وأمر محكم لكان النساء أحق بالتفضيل والتكريم من الأبناء، فقد ورد عن ابن عباس -رضي الله عنهما- مرفوعاً إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- قوله: "سووا بين أولادكم في العطية، فلو كنت مفضلاً أحداً لفضلت النساء" رواه البيهقي في سننه (6/177) .
أما بعض الممارسات الخاطئة والتي تعتبر نشازاً وشاذة في ديننا فلا ينبغي أن يؤبه لها؛ لأنها ناتجة عن تصور مغلوط من صاحب فكر شاذ، وما أكثر الأخطاء والتصورات المنحرفة عن جادة الصواب في صفوف الرجال أو حتى النساء في حق الرجال.
فكم من امرأة تنظر إلى الرجال بمثل نظرتك نظراً لكونها لا تستطيع أن تظفر منهم بكل ما تريد.
وحين نكون منصفين فإننا بنظرة عادلة لا نستطيع أن نحقق كل ما نتمناه من أفكار إيجابية فضلاً عن السلبية في صفوفنا نحن النساء، ولا حتى نصل إلى إقناعهن بها رغم أن الظروف واحدة والتجارب والمعاناة هي ذاتها، فكيف عند اختلافها!
إذاً، فهذه طبيعة البشر، وفي مقابل من ينظر تلك النظرات السوداوية نجد الآلاف من الرجال ينظرون للمرأة بنظرة عادلة موقرة، فليكن هؤلاء عندك الأصل؛ لأن الأمر كذلك، أما أصحاب الفكر المغلوط فهم على خلاف الأصل - وبهذا تنقلب نظرتك للتفاؤل والإيجابية، فإن هذه من سماتنا أهل الإسلام (العدل والإنصاف) .
أخيراً: آمل ألا يكون بعض النساء هن السبب في تلك النظرة لكثرة عنادها وصدودها وتصديها ومخالفتها لطبيعتها، فتريد أن تكون كالرجل، وقد جعل الله -تعالى- لها طبيعتها الخاصة ووظيفتها الملائمة بها، لكن تغفل بعض النساء فتريد أن تمارس جميع الصلاحيات دون قيود أو حدود، وحين يرفض وليها ومن حولها ترى أن هذا تحكم وتقييد عن الحرية، ولو استقبلت من أمرها ما استدبرت لما طلبت ورغبت فيما ليس لها، والذي سيثبته لها الزمان عاجلاً أو آجلاً.
وفق الله أختي وكل مسلم ومسلمة إلى خير ما يحبه ويرضاه.