أخي الحبيب: أحلامك جميلة، وأمانيك لا تشعر باليأس من تحقيقها، ولكن قد ينقصك مهارة التخطيط وتحديد الأولويات، وهي مهارة عليك إدراكها، فابدأ بترتيب ما تريد تحقيقه من الأسهل للأصعب، من الأهم للمهم وفق رؤيتك أنت، وما يتوافق مع إمكاناتك.
أنت مثلاً تحمل مؤهلاً جامعياً بتقدير ممتاز، ووضعك الأسري -اجتماعياً واقتصادياً- جيد، لماذا لم تفكر بإكمال دراساتك العليا، وهي فرصة لإقناع من هم حولك بتميزك العلمي؟ فالناس اليوم يعتقدون بالمؤهلات أكثر من العلم المنقول. ولعلها فرصة أن تشغل بها وقتك، وتبعد كثيراً مما يتوجسك، فطلبة العلم عندما يتخصصون في حقول معينة تبدأ مهاراتهم البحثية بالنهوض، ويبدأ إدراكهم لماهية العلم الحقيقي تنضج، حتى نظرة الناس تتغير.
أنت - أخي الكريم- قد تكون أثقلت على نفسك بالكثير والكثير، منها كثير مما هو بعيد عن مسئولتكم: "فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته" متفق عليه، البخاري (893) ، ومسلم (1829) من حديث ابن عمر -رضي الله عنهما-، فهل أدركت رعيتكم وأوصيت بهم خيراً؟.
نعم ستعيش فترة مشوبة بالحذر وأنت تراجع حساباتك، ولكن تأكد أن لديك القوة، لديك المناعة للمواجهة، فواصل مسيرتك.
أعتقد أنك بحاجة ماسة لإشغال وقتك من ذلك، لديك أسرة كيف غابت عن ذهنك وأنت تسير في طريق الإحباط؟ فكّر في ذلك جيداً، انغلاقك على أحلامك وذاتك فقط، قد يكون أحبطك، شعورك الدائم بالذنب جنبك إدراك ما أنت فيه من نعم.
إذا كان من بُد فاستشر متخصص في العلاج النفسي لوضع خطة علاجية على مدى ستة أشهر، تتضمن خطوات يتفق عليها، ويمكن قياس تطورك خلالها، ويمكن صرف بعض العقاقير الخافضة لدرجات القلق والحيرة، وتأكد أن هذا ليس عيباً ولكن باستشارة نفسية، أو يمكن الاكتفاء بالعلاج السلوكي أو التبصير المعرفي. استعذ بالله واستعن به، وسر بنظرة ثاقبة، لا تكن ممن فتر التزامه فانهار حماسه، دعائي لك - أخي الحبيب- بأن يسدِّد الله خطاك، وأن ينير قلبك أكثر وأكثر، وأن يجعل القرآن ربيع قلبك، وأن يحفظك وأسرتك، وابدأ طريقك للحياة، وبالله التوفيق، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.