أولاً: يجمع بين كل هذه الاستشارات أن أصحابها يعانون من ((الوسواس القهري)) أعاذنا الله جميعاً منه وشفا كل مبتلى.. أما التفاصيل الأخرى حول الالتهابات الموضعية وغيرها فهي أعراض لن تعدم العلاج الموضعي المناسب..وهو متوفر ولله الحمد.. ولكن الأهم هنا السبب الرئيسي لكل ذلك وهو الوسواس القهري..! فما هو الوسواس القهري..؟ !
ثانياً: يعرف الوسواس بأنه أفكار وخواطر وتهيئوات تتوالى وتتكرر على ذهن الإنسان رغماً عنه..!! مع علمه ويقينه بأنها أفكار سخيفة وغير منطقية.. إلا أنها تستمر لديه.. وتسبب له الانزعاج الكبير والألم والإحراج!!
ثالثاً: يمكننا بشكل عام تقسيم الوسواس القهري.. إلى نوعين:
•النوع الأول: الأفكار الو سواسية القهرية.. وهي الأفكار التي تتكرر على ذهن المصاب.. ولا يستطيع دفعها رغم غرابتها أحياناً..ومع ذلك فإنها تفرض نفسها عليه وعلى تفكيره رغماً عنه.. ودون إرادته..!! وترتبط كثيرا بأمور الإيمان أو الاعتقاد أو الخلق.. وكثير من المسلمات البديهية.. في حياة المرء.. وغيرها..
•النوع الثاني: الأعمال الو سواسية القهرية.
حيث يشعر المصاب برغبة ملحة للقيام ببعض الأعمال أو اللزمات السخيفة أحياناً وغير المنطقية.. بل ويكررها بشكل غريب.. وربما شعر بالرغبة الملحة في تكرار أعمال يكفيه منها إجراءها أول مرة.. كتكرار غسل اليدين أو الوجه أو الوضوء أو إغلاق الأبواب والتأكد منه أكثر من مرة.... الخ وغيرها الكثير.. وتتباين الدرجة بين المصابين بذلك بين مقل ومكثر إلا أن الجدير ذكره هنا.. هو أن هذا الأمر إن لم يعالج ويوقف عند حد معين.. فإنه يزداد مع الوقت شيئاً فشيئاً..! والغريب هنا.. أنه في كلا النوعين يكون المريض على إدراك بالوسواس.. ويعرف أن هذه الأفكار والأعمال سخيفة وربما مضحكة وغير معقولة.. ولذلك فإنه قد يحاول دفعها ومقاومتها ولكن دون جدوى.. وهذه المحاولة المتكررة والفشل فيها.. تسبب للمريض توتراً شديداً يبقى معه حتى بعد قيامه بأعماله وتصرفاته المعتادة.