أعاني شدة الخوف

المجيب د. صالح بن علي الغامدي

عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.

التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات نفسية /الخوف والرهاب

التاريخ 14/2/1425هـ

السؤال

السلام عليكم ورحمه الله.

مشكلتي مشكله نفسية، فقد تعالجت على أيدي أطباء نفسيين، وشيوخ دين، والآن أنا أعاني منذ سبع سنوات من الخوف والهلع الشديد، أنا أخاف من الغيوم والرياح، وكل ما يتعلق بتغيير الجو، ومن كثرة الخوف عند تغير الجو أشعر بتخدير بجسمي وألم في معدتي، واستفراغ وإسهال، والآن تخرجت من الجامعة ولا أستطيع أن أخرج من البيت من شدة الخوف، ولا أن أقدم على وظيفة أو أي شيء في حياتي، توقفت، وقد كنت في الجامعة أتغيب في أيام تغيير الجو، وأشعر بالاكتئاب الشديد، ولا أعلم ماذا أفعل. أرجو المساعدة، وأشكركم.

الجواب

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

القلق يمكن أن يكون استجابة طبيعية في بعض المواقف، واستجابة القلق تتراوح في مداها بين البسيطة أو الطبيعية التي يمكن السيطرة عليها إلى الهلع والخوف الشديد، القلق قد يكون دافعاً للإنسان ومساعداً له على الأداء الجيد إذا كان في مستواه الطبيعي، وقد يكون معيقاً إذا كان شديدا تصعب السيطرة عليه.

والقلق يشتمل على ثلاثة مكونات هي، المكون الانفعالي (مثل الخوف) والمكون الجسمي (مثل الارتعاش، جفاف الفم، زيادة ضربات القلب، وآلام في المعدة ... ) والمكون العقلي (مثل الأفكار السالبة، والتخيلات المرعبة) ، وكل هذه يمكن أن تؤثر على سلوكنا، مثل التوقف عن العمل، أو عدم الخروج من البيت، أو تجنب الناس، أو عدم النوم أو عدم الأكل وما شابه ذلك.

وبالنسبة لحالتك يا أختنا الكريمة فإن من المهم أولاً معرفة أننا قد نستجيب بدرجة طبيعية من القلق أو الخوف للتغير في حالة الجو ووجود غيوم أو رياح، وفي حديث عائشة -رضى الله عنها- ما معناه أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- كان إذا اختلف الجو يتغير وجهه، ويدخل ويخرج خشية أن يحدث مكروه انظر صحيح البخاري (3206) ، وصحيح مسلم (899) .

ولكن قد نبالغ في ذلك حتى يصبح مشكلة كما هو بالنسبة لك، مصدر الخوف والهلع الذي تمرين به ليس التغير في حالة الجو وما يحدث من حولك، مصدره تفكيرك وما تقولينه لنفسك حول تلك التغيرات، أنت تفسرين الأشياء بشكل مأساوي، تفسرين التغير في حالة الجو على أن خطراً ما سوف يحدث، وبهذا تضعين نفسك في دائرة من التوتر والقلق، وفيما يلي بعض التوجيهات التي يمكن أن تساعدك:

1. أكثري من الذكر والدعاء وخصوصاً عند تغير حالة الجو، فبذكر الله تطمئن القلوب. 2. تعلمي استبدال أفكارك السلبية بأفكار إيجابية وواقعية وفيها مرونة، وضعي الأمور في نصابها الطبيعي، والهي نفسك عن الأفكار المأساوية بأشياء أخرى، مثل ترديد بعض الآيات والأدعية، أو العد التنازلي، واصرفي انتباهك عن التغيرات الداخلية التي تحدث لك إلى الأشياء الخارجية من حولك (أشكالها، ألوانها، أصواته) .

3. ذكري نفسك بأن حالة الهلع التي تمرين بها سوف تنتهي، وأن ما تمرين به ليس أكثر من تضخيم ومبالغة للموقف ولاستجابات الجسم الطبيعية فيه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015