المجيب أحمد بن علي المقبل
مرشد طلابي بوزارة التربية والتعليم
التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات نفسية /الاكتئاب
التاريخ 25/4/1422
السؤال
هذا نداء أوجهه إليكم من قلب يئس من الحياة فلم يعد لها طعم عنده أحس بالكآبة القاتلة رغم أني متزوج وأب لطفل أعينوني أرجوكم..
الجواب
وصل ندائك المختصر والمعبر عن معاناتك ولقد آلمتني آلامك ومعاناتك وتعليقي عليها من وجوه:-
أولاً - ما تعاني منه يا أخ محمد نوع من أنواع الاكتئاب الذي يبدأ أحياناً بشكل فجائي وأحياناً أخرى يزحف تدريجياً من اكتئاب بسيط ((اضطراب نفسي)) إلى اكتئاب شديد أو ما يسمى ((اكتئاب ذهاني)) .
ويمكننا التعرف على هذا الاضطراب من خلال أعراضه الأولية المتمثلة فيما يلي:-
أ- اضطرابات العاطفة وتبدأ بشكوى المريض من فقدان القدرة على التمتع بمباهج الحياة مع انكسار النفس وهبوط الروح المعنوية والإحساس باليأس والجزع وقد يصاحبها نوبات من البكاء المتكرر وقد تزيد وطأة الاكتئاب لتصل إلى رفض المكتئب لاستمرار الحياة، نسأل الله العافية.
ب-اضطرابات التفكير والإدراك حيث تتأثر الوظائف العقلية لدى المصاب فتبدوا عليه قلة الانتباه والسرحان وعدم القدرة على التركيز والإجهاد الشديد في التفكير في ابسط الأشياء، والإحساس بتأنيب الضمير لأتفه الأسباب، والصراع الدائم مع النفس وربما اتهام نفسه بالخطيئة.. والطنين في الأذان، والإحساس في انعدام القيمة عند الآخرين!!؟
ج- اضطرابات النشاط الحركي والنفسي حيث تقل قدرته على العمل ويهمل بيته وينتابه الخمول والكسل الذي قد يصل إلى حد الشلل التام ويكثر الشكوى.
د- الأعراض الجسدية مثل فقدان الشهية واضطرابات النوم وبعض الآلام الجسمية والدوار.. الخ.
هـ- الميول الانتحارية حيث يعتبر الانتحار من أكثر الأعراض خطورة في هذا الاضطراب فقد وجد ما نسبته 50-70% من حالات الانتحار تكون بسبب الاكتئاب عافانا الله وإياك منه.
أما أسباب الاكتئاب فهي نتاج مجموعة من العوامل الوراثية إي أن المورثات المسببة لهذا الاضطراب تكون موجودة أصلاً لدى الإنسان بشكل أو بآخر، وقد تكون عوامل بيئية تتعلق بتعرض الفرد للإحباط لفشله في إشباع حاجاته المختلفة أو إلى تحد لقدراته أو عدم توافق بين طموحاته وإمكاناته أو بين قدراته وإنجازاته وما يطلب منه.. الخ.
وقد تكون عوامل كيميائية مرتبطة بكيمياء الجسم وإفرازات الغدد.. الخ.
أما علاج الاكتئاب بدرجاته فهو بفضل الله متوفر وموجود وله نتائج إيجابية كبيرة إذا تعاون المريض والتزم بتعليمات الطبيب النفسي وهذا العلاج هو:-
(أ) - العلاج الدوائي عن طريق العقاقير المضادة للاكتئاب أو بعض الجلسات العلاجية الخاصة.
(ب) - العلاج النفسي ويعتمد على بعض الجلسات النفسية ومحاولة فهم مشاكل المريض وصراعاته الداخلية ومن ثم تشجيعه على مقاومة الأفكار السوداوية والسلبية تجاه الحياة والناس وربما نفسه، وتبصيره بطبيعة انفعالاته ووضع برنامج نفسي للمريض حسب فنيات علاجية خاصة، والنتائج غالباً مشجعة.
ثانياً - أخي الكريم.. مع كل ما سبق هناك العلاج الديني فهل وضعته في الاعتبار..؟!