خامساً: هناك طريقة علمية مجربة للتعامل مع المشكلات والضغوط التي تواجهنا.. وهي أن نحضر مجموعة من الأوراق.. ثم نبدأ بكتابة السؤال التالي: بماذا أشعر الآن؟ الجواب: أذكر فيه التفاصيل الكاملة لواقعي النفسي من اكتئاب وقلق..وحزن.. ويكون السؤال التالي: لماذا أنا حزين؟ ثم أكتب الإجابة كاملة بتفاصيلها على هذا النحو: الجواب: أنا حزين لهذا الأسباب.. أولاً.. ثانياً.. ثالثاً وهكذا ... وبعد ذلك يكون السؤال الثالث: وهل تستحق هذه الأشياء.. كل هذا الحزن؟ وأعود لأقرأها من جديد واحداً واحداً.. وأضع تصوري عنها من ناحية الأهمية والاستحقاق..!!! ثم اسأل السؤال الرابع.. وما هي الحلول المفترضة لها..؟ أو كيف التعامل معها..؟! واجتهد في الإجابة عليها واحداً. واحداً..!!! وهكذا ...
وقد استغرق في ذلك وقتاً.. ولكن جهدي ووقتي لن يضيعان.. فأنا أحاول أن أعالج مجموعة من المشاكل التي تراكمت علي وكادت أن تؤدي بي إلى الهاوية..!!!
لقد وجد الباحثون أننا إذا طبقنا هذه الطريقة فإننا نخرج منها بنتائج رائعة.. أولها أننا مارسنا نوع من التنفيس الانفعالي.. المهم جداً في مثل ذلك والثانية هي أننا سنكتشف بمجرد أن نضع مشاكلنا على الورق ونواجهها وجهاً لوجه.. أن اغلبها مشاكل عادية جداً يسهل التعامل معها والتخلص منها ببساطة وأن قوتها السابقة جاءت بسبب تجمعها وتداخلها مع بعضها البعض.. وأننا نحن من حملها أكثر مما تحتمل وأعطاها هذا العمق الكبير..!!! وبمجرد أن واجهناها منفردة.. ظهرت واهية وسهل التعامل معها.
سادساً: إن لم تثمر هذه الطريقة في إزالة الشعور بالحزن والاكتئاب.. فلا بأس من زيارة أحد الأطباء النفسيين الثقات.. وهم موجودون بفضل الله.. وذلك لأنه قد يكون للاكتئاب أسباب وراثية أو تربوية.. أو اضطرابات شخصية.. لا ينفع معها بعد الله إلا تشخيص المختصين وعلاجهم.. وهو على نوعين.. إما علاج دوائي مثل مضادات الاكتئاب.. وهي أدوية مأمونة إلى حد كبير ومجربة.. وذات أثر إيجابي واضح.. وقد يكون العلاج نفسيا.. تستخدم فيه الجلسات النفسية العلاجية.. كتصحيح بعض المفاهيم الخاطئة لدى المريض.. أو تعديل بعض السلوكيات السلبية بأخرى إيجابية عبر طريق وآليات علمية معروفة شريطة تعاون المريض.. والتزامه بتعليمات الطبيب المعالج.. حيث يحقق علاج الاكتئاب نتائج رائعة جداً وسريعة..
سابعاً: قبل ذاك وبعده - أختي الكريمة - صدق الالتجاء إلى الله.. بقراءة القرآن والأوراد الشرعية الصباحية والمسائية.. والمحافظة على الصلاة في أوقاتها وأداء الرواتب.. وذكر الله في كل حين [ألا بذكر الله تطمئن القلوب] وكثرة الاستغفار.. فقد جاء في الحديث الصحيح: (من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجاً ومن كل ضيق مخرجا ورزقه من حيث لا يحتسب) ، واليقين بأن ما أصابنا لم يكن ليخطئنا وما أخطأنا لم يكن ليصيبنا.. وكثرة الدعاء.. وتحري مواطن الإجابة.. فالله تعالى قريب مجيب يجيب دعوة المضطر إذا دعاه ويكشف السوء..
ثامناً: حاولي أن تخرجي من دائرتك الضيقة.. وعالمك الخاص.. إلى دائرة الآخرين وعوالمهم.. شاركيهم في أحاديثهم واهتماماتهم ومناسباتهم بقدر المستطاع كوني صاحبة مبادرة في ذلك.. ومارسي بعض الهوايات كالقراءة والرسم والكتابة وستجدين أنك مع الوقت قد تجاوزت هذا الأمر.. بإذنه وعونه وتوفيقه..
وفقك الله وأعانك وسدد على طريق الخير والحق خطاك.