الخجل يمنعني من حقوقي..!!

المجيب د. سيد زكي خريبة

استشاري صحة نفسية

التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات نفسية /الخجل

التاريخ 12/10/1422

السؤال

مشكلتي هي أنني شديد الخجل، ولربما وصل بي الأمر إلى أن يكون الحق لي ولا أستطيع أن أبوح به مراعاة لمشاعر الحاضرين، وإذا كلفت بأمر ثم لم أقم به على الوجه المطلوب تجدني أخجل أن أقدم عذراً للآخر.

الجواب

الأخ صاحب المشكلة، اعلم يا أخي أن الخجل يمكن أن يصيب المشهورين والموهوبين كما يصيب الشخص العادي أيضاً، ومثل معظم المشكلات العقلية والانفعالية فإن الخجل لا يحترم طبقة الفرد الاجتماعية، ولكن ما مدى وجود الخجل لديك؟

الأخ صاحب المشكلة.. يسمى الشعور بالخجل في بعض المواقف الاجتماعية باسم "الخجل الموقفي" وهو لا يعد مشكلة سلوكية. أما الشعور بالخجل في كل المواقف التي تواجه الفرد فيسمى "الخجل المزمن" وهو بالطبع مشكلة. وهذا النوع من الخجل يمكن تسميته باسم "الخجل المزاجي" وهو سمة من سمات الشخصية.

ومن الممكن أن نوسع من سمة الخجل إلى مجال المرض، وهو ما يعرف باسم "الخجل المرضي" وهو نوع من الخجل يبدو لدى الشخص الذي يصبح شديد الانسحاب من الآخرين، ويتجنب كل التواصلات غير الضرورية معهم - وهناك اصطلاح " الانطواء الاجتماعي " وهو يدل على الميل للتحرك بعيداً عن الناس.

فكنا نود أن نعرف منك الكثير عن طبيعة خجلك إلا أننا من خلال ملخص مشكلتك سنحاول جاهدين لعلنا نصل بك إلى الأمان من خلال تقديم المشورة والعون طبقاً للملخص غير الكافي عن موضوع خجلك.

الأخ صاحب المشكلة! هناك مرادفات للخجل تشيع في الأوساط الاجتماعية مثل: مؤدب - شديد الكسوف - عاطفي - منسحب - متردد.

فإذا كنت تعتقد بأن ذلك - وأقصد الخجل في المواقف التي تواجهك - نوع من التواضع والأدب، وهما ما يجعلان شخصيتك جذابة، فأقول لك: إن ذلك صحيح إلى حد ما - ولكن الغياب المطلق للحديث المتمركز حول ذاتك يصدم الآخرين في النهاية، وتبدو عندهم أنك غير متزن.

وإذا كان خجلك من النوع المزاجي، وهو أنك تبدو متحفظاً مع الآخرين وباردا تجاههم فاقول لك: إن ذلك نوع من الأقنعة التي يرتديها الفرد؛ لأنه غير واثق بذاته وفي ذهنه أنه سيفتضح لو تحدث برأيه - فأنت في هذه الحالة تحاول الهروب خشية الإحراج وخوفاً من آراء الآخرين.

وإذا كنت تعانى من الخجل بسبب طول قامتك أو ملامح وجهك أو مهاراتك اللفظية فنقول لك: إنه يجب عليك في هذه الحالة أن تضع في ذهنك أن الآخرين ليسوا أكفأ منك، وأنك على ما يرام، ولا تضع لمثل هذه الأمور أي حساسية.

عزيزي صاحب المشكلة، إن من يعانى من الخجل لا بد وأنه كان في سنوات عمره الباكرة شديد الحساسة للنقد وأحكام الآخرين. إن سمة الخجل هي اختباء من الآخرين.

إلا أننا نقول لك لكي تتغلب على هذه المشكلة عليك باتباع الآتي:

1-استكشف خبرات طفولتك (أي استرجع ذكريات الطفولة) وستجد أن كثيراً من ذكريات طفولتك نحو نفسك اليوم قد تشكلت وذلك من خلال تفاعلك مع والديك وإخوتك.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015