المجيب د. طارق بن عبد الرحمن الحواس
عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام بالأحساء.
التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات دعوية وإيمانية/اخرى
التاريخ 10/01/1426هـ
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا أخشى الموت وما بعد الموت، مع العلم أنني في عمل الخير وتقوى الله، لقد فقدت والدي، وبعده بنتي في مدة شهرين، مما زاد يقيني بأن الحياة تمر بسرعة، وأن الحياة الحقيقية هي التي بعد الموت، فأرجو أن تدلني على كتاب يعيد لي الأمل في الحياة، ويمنحني التوازن بين العمل للدنيا والعمل للآخرة. وجزاكم الله كل خير.
الجواب
الأخ الكريم/ -سلمه الله ورعاه- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وبعد: فنشكر لك مراسلتك لنا على موقع "الإسلام اليوم"، ونرجو الله أن تجد منا النفع والفائدة.
والجواب على ما سألت كالتالي:
أولا- أوصيك بالصبر والاحتساب، فإن الموت حق على كل نفس، وقد قال الله -تعالى-: "كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ" [سورة آل عمران:185] ، وذكر نفسك بمصيبة فقد النبي -عليه الصلاة والسلام- فإنها أعظم مصيبة، ثم قل هذا الدعاء الذي وجه به النبي -صلى الله عليه وسلم- في قوله: " مَنْ أَصَابَتْهُ مُصِيبَةٌ فَقَالَ كَمَا أَمَرَ اللَّهُ "إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ" اللَّهُمَّ أْجُرْنِي فِي مُصِيبَتِي وَأَعْقِبْنِي خَيْرًا مِنْهَا إِلَّا فَعَلَ اللَّهُ ذَلِكَ بِهِ " موطأ الإمام مالك كتاب الجنائز باب جامع الحسبة في المصيبة (558) ومسلم (918) .
ثانياً- في تصوري أنك لا زلت حديث عهد بالمصيبة، وليس من السهل النسيان في هذه الفترة، ولذلك أقترح عليك أن تجعل الوقت هو الكفيل بتخفيف حدة هذا التفكير لديك، وإن كنت أقترح عليك ألا تجلس وحدك ما استطعت إلى ذلك سبيلا، وأن تشغل وقتك بالمفيد النافع كلما تيسر لك الأمر؛ لأن في الانشغال سلوة ومدعاة للنسيان.
ثالثاً- حاول أن تذكر نفسك مآسي غيرك من المسلمين الذين فقدوا الأهل والمال والوطن والأمن، ولا زالوا يتجرعون ألوانا من الأسى والمعاناة واحمد الله كثيراً أنك أحسن من غيرك بكثير.