المجيب د. طارق بن عبد الرحمن الحواس
عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام بالأحساء.
التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات دعوية وإيمانية/ قضايا إيمانية/الصبر
التاريخ 14/3/1425هـ
السؤال
أنا طالب في المدرسة الثانوية في الصف الثالث؟، عمري 17 سنة، كان لي في السنة الماضية صديق تعرفت عليه حديثاً، ولم أكن أعرف عنه شيئاً حتى اكتشفت أنه (ملحد) ، فناقشته وأقمت عليه الحجة مرة أو مرتين، فما كان رده إلا الهروب، ومن حينها قاطعته، وتبرأت منه؛ امتثالاً لأمر الله، وتزايدت معه الأمور حتى أنه أصبح الآن يستهزأ بالقرآن، ويؤلف النكات الساخرة من الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم- والقرآن، وكل ما يتعلق بهذا الدين الحنيف، بكل جرأة، ولقد فتن كثيراً من الشباب، وأصبحوا تقريباً مثله، والذي لم يفتن فإنه يستمع لنكاته فيضحك، وإن لم يضحك فإنه لا يبدي ردة فعل من غيرة على هذا الدين،
سألت أخي عن وضعه، فقرأ لي من سورة (ق) ما معناه أن أذكر بالقرآن من يخاف وعيد وأصبر، أنا الآن صابر ولكنني سأنفجر؛ إذ كل يوم يؤلف ويفتن، وما من أحد يرد عليه من رفاقه المسلمين، ولكنني لا أستطيع أن أرى حرمات الله تهدم أمامي ولا أحرك ساكناً، هل أضربه؟ ماذا أفعل؟ هل أضع له حداً؟ أرجوكم أفتوني نحن هنا في بلد علمانية ليس هناك من أشتكي إليه من مدرسين أو إداريين، وحرمات الله تنتهك وليس هناك من يدافع عنها. أفتوني مأجورين
الجواب
الأخ الكريم/ سلمه الله ورعاه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فنشكر لك مراسلتك لنا على موقع الإسلام اليوم ونرجو الله أن تجد منا النفع
والفائدة.
والجواب على ما سألت كالتالي:
أولاً: أشكر لك غيرتك على محارم الله وعلى دينه وأرجو الله أن يثيبك عليها أحسن الثواب وأجزله، وأكثر الله من أمثالك في الأمة.
ثانياً: حسن من العبد أن يحمل هم دعوة الآخرين وأن يكون سببا في هدايتهم، وهذا ما لمسته من جوابك فاستمر في حمل هم الدعوة فإنها واجبة على كل مسلم بحسب حاله وقدرته، وتذكر معي قول الله -عز وجل-: "وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنْ الْمُسْلِمِينَ" [فصلت: 41/33] .
ثالثاً: ليس بغريب أن تجد من الناس معاندين للدعوة، وساخرين بالدين وجاحدين للحق، فهذا أمر طبعي في الناس يقول -سبحانه-: "وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين" [يوسف:103] .
رابعاً: الدعوة إلى الله تتطلب صبر ومصابرة حتى يصل الإنسان إلى نتاج دعوته، وتأمل معي حال الأنبياء والرسل كيف دعوا أقوامهم وتفننوا في وسائل دعوتهم وصبروا على ذلك حتى أتم الله أمره، واقرأ إن شئت سورة نوح وتأمل ما صنع، فليكن عندك بارك الله فيك من الصبر وعدم العجلة في الوصول للنتيجة والحلم وحسن الخلق ما يوصلك إن شاء الله إلى أحسن النتائج، ولتحمد على دعوتك بعد ذلك عند الله وعند الناس.