المجيب يوسف السيف
مرشد طلابي بوزارة التربية والتعليم.
التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات دعوية وإيمانية/ قضايا إيمانية/الصبر
التاريخ 27-2-1424هـ
السؤال
كيف نجسد الصبر على الواقع (الصبر على المعصية، على الطاعة، على البلاء) ؟ حبذا أن يكون الجواب مفصلاً وبشكل معمق وجزاكم الله خيراً.
الجواب
الأخ الكريم حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نشكر لك تواصلك معنا في موقع "الإسلام اليوم"
والجواب على سؤالك ما يلي:
• إن الله تعالى جعل الصبر جواداً لا يكبو، وصارماً لا ينبو، وجنداً لا يهزم، فهو والنصر أخوان شقيقان، فالنصر مع الصبر والفرج مع الكرب. وجعل الله الإمامة في الدين منوطة بالصبر واليقين قال تعالى (وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون) .
• ولقد بشر الله الصابرين بثلاث خصال كل واحدة منها خير مما عليه أهل الدنيا يتحاسدون فقال تعالى (وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون* أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وألئك هم المهتدون) البقرة7.
• وأوصى الله تعالى عباده بالاستعانة بالصبر والصلاة على نوائب الدنيا والدين فقال تعالى (واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين) البقرة آية 45.
• والصبر قسمان. قسم بدني، وقسم نفساني وكل منهما نوعان: اختياري واضطراري.
فهذه أربعة أقسام:-
الأول: البدني الاختياري: كتعاطي الأعمال الشاقة على البدن اختياراً وإرادة.
الثاني: البدني الاضطراري: كالصبر على ألم الضرب والمرض والبرد والحر وغيرها.
الثالث: النفساني الاختياري: كصبر النفس عن فعل ما لا يَحْسُنُ فعله شرعاً ولا
عقلاً:-
وهو صبر عن مشتهيات الطبع ومقتضيات الهوى. وهذا النوع إن كان صبراً عن شهوة البطن والفرج سمي عفة، وإن كان صبراً في القتال سمي شجاعة، وإن كان في كظم الغيظ سمي حلماً، وإن كان نائبة أو مصيبة سمي سعة صدر، وإن كان في إخفاء أمر من الأمور سمي كتمان سر، وإن كان في فضول عيش سمي زهداً، وإن كان صبراً على قدر يسير وجزء قليل من الحظوظ والمتع المباحة سمي قناعة، ومن هنا يتضح لنا كيف أن الصبر حوى مجامع الأخلاق وأنواع السلوك النفسي الحسن المرضي لله عز وجل.
الرابع / النفساني الاضطراري: كصبر النفس عن محبوبها قهراً إذا حيل بينها وبينه كأي محبوب للنفس لا يمكن الاستغناء عنه مثل الذي يفقد ولده فهذا يضطر أن يصبر نفسياً على فقد فلذة كبده.
وقد قسم العلماء الصبر باعتبار متعلقه إلى ثلاثة أقسام:-
أولاً:- الصبر على الأوامر والطاعات حتى يؤديها:- فيصبر المسلم على الطاعة لأنه يعلم أن الله خلقه لعبادته [وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون] فيصبر على العبادة صبر المحبِّ لها الراغب فيها الذي يرجو بصبره ثواب الله، يصبر على إخلاص الدين لله، يصبر على فرائض الإسلام كلها، فهو صابر على الصلوات الخمس صبر المحب لها الراغب فيها، يؤديها عن طمأنينة ورغبة فيها ومحبة لها وتعظيماً لشأنها وهكذا في جميع العبادة البدنية والقلبية ...