المجيب د. سلمان بن فهد العودة
المشرف العام على مؤسسة الإسلام اليوم
التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات دعوية وإيمانية/ قضايا إيمانية/الصبر
التاريخ 25-3-1423
السؤال
فضيلة الشيخ /سلمان العودة ... حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
أود أن ترشدني يا شيخ إلى كيفية التعامل
مع المصائب إذا وقعت كموت قريب مثلا
وهل لقوة الإيمان علاقة مباشرة بشدة الصبر؟
خاصة وأنه عند وقوع المصائب يصعب- في رأيي
-استحضار ما أعده الله من أجر للصابرين، وأن
هذه المصيبة ابتلاء وامتحان، وأنها قدر كتبه
الله قبل خلق السماوات والأرض، وماهي أهم الأسباب لزيادة قوة الإيمان
الجواب
الأخت الكريمة: وفقها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
أعظم وسيلة لمواجهة المصائب هي: الصبر، ولذا عظمت وصية الله به، والحياة الدنيا مبناها على المخاطرة وكثرة الأعراض والحوادث، وقد مدح الله تعالى الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا" إنا لله وإنا إليه راجعون " ووعدهم، بالصلوات والرحمة والهداية، فنعم الحملان ونعمت العلاوة كما قال عمر رضي الله عنه.
والناس يتفاوتون في الصبر.
1-فمنهم من لديه صبر وإيمان.
2-ومنهم من ليس له إيمان ولا صبر.
3-ومنهم من عنده صبر بلا إيمان.
4-ومنهم من عنده إيمان بلا صبر.
وأكملهم هو من استجمع الصبر والإيمان، قال تعالى: "إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين" وعلى العبد أن يتذكر نعم الله تعالى عليه في نفسه وأهله وولده وماله.
وأن يحمده سبحانه أنه المصيبة لم تكن في دينه، فإن كل مصيبة دون الدين فهي تهون.
وأنها لم تكن أشد مما كانت، فلا شك أن كل مصيبة فثمت مصيبة أعظم منها تهونها لو وقعت.
وأن يتذكر عظيم الأجر والمثوبة للصابرين.
وأن يعلم أن الجزع لا يدفع من القدر شيئاً، والأمر الذي وقع وقع ولا سبيل إلى رده، فلم يبق إلا أن يحافظ على أجره وثوابه.
والله مالك الملك وكل شيء له ومنه وإليه، فله ما أخذ، وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى، وإنما يعطي الصابرون أجرهم بغير حساب، فلهم الجنات والدرجات والنعيم المقيم.
رزقنا الله، وإياكم الصبر ولا حرمنا عظيم الأجر،
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،