F عطية صقر.
مايو 1997
Mالقرآن والسنة
Q هل صحيح أن الله عوض والد الغلام الذي قتله الخضر فتاة تزوجت نبيا وولدت نبيا ومن هما هذان النبيان؟
صلى الله عليه وسلمn جاء فى تفسير القرطبى ما نصه: وعن ابن جبير وابن جريج أنهما بدِّلا جارية. قال الكلبى: فتزوجها نبى من الأنبياء، فولدت له نبيا، فهدى الله على يديه أمة من الأمم.
وقال قتادة: ولدت اثنى عشر نبيا، وعن ابن جريج أيضا أن أم الغلام يوم قتل كانت حاملا بغلام مسلم وكان المقتول كافرا.
وعن ابن عباس: فولدت جارية ولدت نبيا، وفى رواية: أبدلهما الله به جارية ولدت سبعين نبيا، وقال جعفر بن محمد عن أبيه، قال علماؤنا: وهذا بعيد جدا، ولا تعرف كثرة الأنبياء إلا فى بنى إسرائيل، وهذه المرأة لم تكن منهم. انتهى.
يؤخذ من هذا الكلام أن هناك رأيين فى بدل الغلام المقتول، رأيا يقول بأنه غلام مسلم كما قال ابن جريج، ورأيا يقول بأنه جارية أى بنت، وهذه البنت قيل: إنها ولدت نبيا كما قال الكلبى وابن عباس وقيل: ولدت اثنى عشر نبيا كما قال قتادة، وقيل: سبعين كما فى رواية عن ابن عباس. وذكر الخازن فى تفسيره ذلك أيضا. وتضارب هذه الأقوال فى نوع البدل وفى عدد الأنبياء المولودين منه يدل على أنه ليس هناك دليل صحيح يعتمد عليه القائلون بذلك، وبصرف النظر عن صحة هذه الأقوال وعدم صحتها فإن الجدل فى ترجيح أحدها جدل عقيم لا يجوز فيه التعصب، مع العلم بأن الجهل بذلك لا يضر، والعلم به لا يفيد فائدة تذكر، وينبغى الاهتمام بغير هذه المسائل التى لا تعدو أن تكون ترفا ذهنيا. وأحداث الحياة بإيقاعها الشديد أولى بالاهتمام