F عطية صقر.
مايو 1997
Mالقرآن والسنة
Q ما معنى قوله تعالى {فكان قاب قوسين أو أدنى} النجم: 9؟
صلى الله عليه وسلمn معنى "قاب " قدر أو مقدار، والقوس قيل: هو آلة الصيد والحرب المعروفة عند العرب، وقيل: المراد به الذراع التى يقاس بها، وهى لغة بعض الحجازيين وقيل: هى لغة أزد شنوءة أيضا، والمراد بالقوسين الاثنان، وقيل المراد، قوس واحد كما قال الكسائى، يقال بين الشيئين قاب قوس أى قدره، وفى الحديث الصحيح "ولقاب قوس أحدكم فى الجنة خير من الدنيا وما فيها".
والآية تتحدث إما عن قرب الله سبحانه من النبى صلى الله عليه وسلم والمراد قرب المكانة لا المكان، فهو قرب عطف ولطف وإيناس، وإما عن قرب جبريل من الله، وهو قرب منزلة أيضا كما روى فى الحديث "إن أقرب الملائكة من الله جبريل عليه السلام " وإما عن قرب جبريل من النبى صلى الله عليه وسلم عند نزوله بالوحى عليه.
والسورة فى أولها تؤكد صدق النبى صلى الله عليه وسلم فى نزول الوحى عليه من الله.
فهو ما ينطق عن الهوى، نزل به جبريل شديد القوى، من الأفق الأعلى، ودنا وتدلى فكان قريبا جدا من الرسول عليه الصلاة والسلام، حتى بلغه ما أوحى به، فما يقوله من عند الله حق {ما كذب الفؤاد ما رأى} ثم تتحدث الآية عن رؤية النبى صلى الله عليه وسلم لجبريل مرة أخرى، غير التى جاءه فيها فى الغار، وعلى أثرها كذب المشركون ما ادعاه من رؤيته. وهذه المرة عند سدرة المنتهى عندها جنة المأوى. ويقول المفسرون: إن ذلك كان ليلة المعراج وكلامهم هناك كثير يمكن الرجوع إليه، وفيما ذكرته كفاية