(له أول وآخر) بمعنى أن الصحابة اتفقوا على أن أوله سورة الفاتحة، وسموها (فاتحة الكتاب) وهي السبع المثاني، وكذلك كل سورة جعل لها اسم مما اشتملت عليه. كذلك أيضاً له آخر، فآخره سورة الناس، وترتيبه هذا الذي في المصاحف ترتيب من الصحابة، والأكثر من العلماء قال أنه توقيف وأن النبي صلى الله عليه وسلم أوقفهم على هذا الترتيب، وقال: (اجعلوا هذه السورة بعد هذه السورة) أو نحو ذلك.

ومن العلماء من يقول: ترتيب السور باجتهاد من الصحابة، قدموا السبع الطوال، ثم أتبعوها المئين، ثم أتبعوها بالمثاني، ثم أتبعوها بالحواميم، ثم ختموها بالمفصل، وذلك اجتهاد منهم، وقالوا: إن مصاحف الصحابة اختلف فيها الترتيب، ولكن قد عرف أنه كان يُقرأ على زمن النبي صلى الله عليه وسلم: مرتباً، فيدل على أنه كان يقرأ كله، وهذا لا ينافي كونه كلام الله.

وقوله:

متلوٌ بالألسنة، محفوظ في الصدور، مسموع بالآذان، مكتوب في المصاحف، فيه محكيم ومتشابه، وناسخ ومنسوخ، وخاص وعام، وأمر ونهي (لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكم حميد) (فصلت:42) وقوله تعالى: (قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيراً) (الإسراء:88) .

شرح:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015