2. (ولاتتبع الهوى) أي لاتمل عن الحكم مع أهواء نفسك أو بسبب مطامع الدنيا، فإن إتباع الهوى مزلقة ومدعاة إلى النار.
إن الآية الكريمة تبين أن الحكم بين الناس، مرتبة دينية، تولاها رسل الله، وخواص خلقه، وأن وظيفة القائم بها الحكم بالحق، ومجانبة الهوى، فالحكم بالحق يقتضي العلم بالأمور الشرعية، والعلم بصورة القضية المحكوم بها، وكيفية إدخالها في الحكم الشرعي، فالجاهل بأحد الأمرين لايصلح للحكم، ولايحل له الإقدام عليه، وتبين كذلك أن الحاكم ينبغي له أن يحذر الهوى، ثم تحدثت الآيات بعد ذلك عن مسائل عقائدية مهمة في حياة المسلم، قال تعالى: (وما خلقنا السماء والأرض ومابينهما باطلاً ذلك ظن الذين كفروا فويل للذين كفروا من النار. أم نجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الأرض أم نجعل المتقين كالفجار. كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب) (سورة ص،27،28،29،).
ثم تحدث القرآن عن هبة الله لداود عليه السلام، قال تعلى: (ووهبنا لداود سليمان نعم العبد إنه أواب) (ص:30).
وتحدث القرآن الكريم عن صناعة الأسلحة التي كان يقوم بها داود عليه السلام، قال تعالى:
(وعلمناه صنعة لبوس لكم لتحصنكم من بأسكم فهل أنتم شاكرون) (سورة الأنبياء، آية 80).
وقال تعالى: (وألنا له الحديد. أن إعمل سابغات، وقدر في السرد وإعملوا صالحاً إني بما تعملون بصير) (سبأ:1،11).
وكانت هذه هبة الله فوق الملك والسلطان، مع النبوة والإستخلاف، إن الله تعالى أنعم على عبده داود بتسييل الحديد له، أو تعليمه كيف يسيل الحديد الذي هو مادة الإعمار والبناء والتصنيع، ولاشك في خطورة مادة الحديد في صناعة الحضارات وبناء الدول، وفي حسم إنتصارات الجيوش.
إن هذه المنهجية القرآنية هي التي سرت عليها في كتابتي التاريخية ولذلك اهتممت بصفات القادة، وعقائدهم والمنهج الذي ساروا عليه وبعدهم وقربهم من