1. الصبر: فقد أمر الله تعالى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم على جلالة قدره بأن يقتدي به في الصبر على طاعة الله.
2. العبودية: فقد وصفه ربه بقوله (عبدنا) وعبّر عن نفسه بصيغة الجمع للتعظيم والوصف بالعبودية لله غاية التشريف، كوصف محمد صلى الله عليه وسلم بها ليلة المعراج (سبحان الذي أسرى بعبده) (الإسراء، آية: 1).
3. القوة على أداء الطاعة والإحتراز عن المعاصي في قوله (ذا الأيد).
4. والرجّاع إلى الله بالطاعة في أموره كلها، في قوله تعالى: (إنه أواب).
ووصف بالقوة على طاعة الله وبأنه أوّاب دليل على كمال معرفته بالله التي جعلته يجتهد في العبادة على نهج رباني صحيح.
وقد ذكر الله تعالى غير ذلك من صفات داود عليه السلام، وتحدث القرآن الكريم عن الفتنة والإبتلاء التي تعرض لها داود عليه السلام، قال تعالى: (وهل أتاك نبأ الخصم إذ تسور المحراب. إذ دخلوا على داود ففزع منهم قالوا لاتخف خصمان بغى بعضنا على بعض فاحكم بيننا بالحق ولاتشطط واهدنا إلى سواء الصراط. إن هذا أخي له تسع وتسعون نعجة ولي نعجة واحدة فقال أكفلنيها وعزني في الخطاب. قال لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه، وإن كثيراً من الخلطاء ليبغي بعضهم على بعض إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وقليل ماهم. وظن داود أنما فتناه. فاستغفر ربه وخر راكعاً وأناب). (سورة ص: 21 - 24).
وقد ذكر العلماء في الآيات السابقة فوائد عظيمة، وحكماً جزيلة وقد تحدث القرآن الكريم بعد آيات الأبتلاء على إستخلاف الله تعالى لداود عليه السلام، قال تعالى: (يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض، فاحكم بين الناس بالحق ولاتتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله. إن الذين يضلون عن سبيل الله لهم عذاب شديد بما نسوا يوم الحساب) (ص:26).
فقد بين الله تعالى قواعد الحكم في الآيات السابقة تعليماً للمسلمين:
1. (فاحكم بين الناس بالحق) أي فاقض بين الناس بالعدل الذي قامت به السماوات والأرض، وهذه أولى وأهم قواعد الحكم.