فالمنهج الاسلامي في كتابة التاريخ يستمد نظرته ومنهجه من أصول الإسلام ومصادره وهذا سر المفارقة بينه وبين المناهج الأخرى، ففي مجال تفسير الحوادث التاريخية نجد أنه ليس تفسيراً تبريرياً بل تبرز فيه خصائص الإيمان المستعلي على سواه (?).

ويضيف الدكتور أكرم العمري في ذلك: أنه ليس تفسيراً مادياً يحصر المؤثرات على حركة التاريخ البشري في العوامل المادية مثل تبدل وسائل الانتاج - كما في الفكر الماركسي- أو التفسيرات المعتمدة على أثر البيئة الخارجي - من مناخ وجغرافيا وإقتصاد - كما في الفكر الغربي، بل هو يوضح دور الإنسان ومسؤوليته عن التفسير الاجتماعي والتاريخي في إطار المشيئة الإلهية (?).

إن الرجوع للمصادر الشرعية والتمكن من فهم العقيدة الإسلامية والالتزام بها وإدراك مدى تأثيرها على معتنقيها شروط لازمة للمشتغل بكتابة وتفسير التاريخ الإسلامي، فإذا ماإختل شيء منها أتت الدراسة ناقصة شوهاء متأثرة بالاحوال الفكرية والاجتماعية المحيطة بالباحث، ولذلك وقع كثير من الكتاب المعاصرين في أخطاء كثيرة بعضها راجع لتقصيرهم في العودة إلى المراجع الشرعية، وبعضها ناتج عن الغبش في التصور، وعدم وضوح الرؤيا بالغزو الفكري الأوربي.

إن المنهج الذي سرت عليه في الدراسات التاريخية هو المنهج القرآني في عرض القصص ولذلك اهتممت بإبراز صفات القادة والمسائل العقدية والأصول التي تقوم عليها الدول وتحي بها الشعوب ولنضرب على ذلك مثلاً من القرآن الكريم في ذكر نبي الله داود عليه السلام.

إن المتأمل في القرآن الكريم في قصة داود عليه السلام يتعرف على صفات الحاكم المؤمن الذي مكن الله له، وهي تحقق للقائد المصلح كمال السعادة في الدنيا والآخرة، قال تعالى: (اصبر على مايقولون واذكر عبدنا داود ذا الأيد إنه أواب) فذكرت هذه الآيات بعض الصفات، فمنها:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015