قال أبو عبيدٍ: وحُكي لي عن "يونس البصري" أنه قال: عرق القربة منقعتها، يقول: جشمت إليك، حتى احتجت إلى نقع القربة، وهو ماؤها، يعني في الأسفار، وأنشد لرجلٍ أخذ سيفاً من رجلٍ، فقال:
سأجعله مكان النون مني ... وما أعطيته عرق الخلال
قال أبو عبيدٍ: يقول: لم أعطه عن مودةٍ من المخالة والصداقة، ولكن أخذته قسراً.
والحديث في شعر بني عبسٍ، واضحٌ أنه أسره، وأخذ سيفه ذا النون.
وقال غير هؤلاء من العلماء: عرق القربة: بقايا الماء فيها، واحدتها عرقة.
ويروى عن "أبي الخطاب الأخفش" أنه قال: العرقة: السفيفة التي يجعلها الرجل على صدره إذا حمل القرية، سماها عرقةٌ، لأنها منسوجةٌ.
قال "الأصمعي": عرق القربة: كلمةٌ معناها الشدة، قال: ولا أدري ما أصلها.
قال الأصمعي: سمعت ابن أبي طرفة، - وكان من أفصح من رأيت- يقول:
سمعت [412] شيخاننا يقولون: لقيت من فلانٍ عرق القربة: يعنون الشدة، وأنشدني [الأصمعي] لابن أحمر: