قال: قال أبو العجفاء: وكنت رجلاً عربياً مولداً، فلم أدر ما علق القربة، أو عرق القربة.
قال أبو عبيدٍ: وفي هذا الحرف اختلاف كبيرٌ.
قال الكسائي: وعرق القربة: أن يقول: نصبتُ لك، وتكلفت حتى عرقت كعرق القربة، وعرقها: سيلان مائها.
وقال أبو عبيدة: عرق القربة: أن يقول: تكلفت إليك ما لم يبلغه أحدٌ حتى تجشمت ما لا يكون، لأن القربة لا تعرقُ.
قال [أبو عبيدٍ]: يذهب أبو عبيدة إلى مثل قول الناس: حتى يشيب الغراب، وحتى يبيض القار، ومثل قولهم: الأبلقُ العقوق، والعقوق: الحامل وأشباه ذلك مما علم أنه لا يكون.
قال أبو عبيدٍ: ولأبي عبيدة فيه وجهٌ آخر. قال: فإذا قال: علق القربة، فإن علقها عصامها الذي تُعلق به، فيقول: تكلفت لك كل شيءٍ حتى عصام القربة.