غربه الاسلام (صفحة 661)

الاحتجاج بحديث «ليس في النوم تفريط» والجواب عنه

صلى الصبح فهو في ذمة الله، فلا يتبعنكم الله بشيء من ذمته» قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه، وفي الباب عن جندب، وابن عمر رضي الله عنهم.

فدلت هذه الأحاديث على أن من تهاون بصلاة الفجر وأخرها عن وقتها فليست له ذمة الله، وهذا يشعر بخروجه من الإسلام؛ لأن كل مسلم له ذمة الله وذمة رسوله - صلى الله عليه وسلم - كما في الحديث الصحيح عن أنس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من صلى صلاتنا، واستقبل قبلتنا، وأكل ذبيحتنا فذلك المسلم؛ الذي له ذمة الله وذمة رسوله، فلا تخفروا الله في ذمته» رواه البخاري.

فإن قيل: إن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «ليس في النوم تفريط» وفي الحديث الآخر: «رفع القلم عن ثلاثة -وذكر منهم- النائم حتى يستيقظ» فدل هذا على أن النائم عن صلاة الصبح وغيرها لا يأثم، ولا يؤاخذ به.

قيل: ليس في هذا -بحمد الله تعالى- حجة لأهل الكسل، والتهاون بالصلاة، وبيان ذلك من وجهين:

أحدهما: أن النائم لا يخلو إما أن يكون من أهل المحافظة على الصلاة والاهتمام بها، وإيثارها على النوم وغيره من أغراض النفس وشهواتها.

وإما أن يكون من أهل السهو عنها والتهاون بها والتضييع لأوقتها.

فالقسم الأول إذا غلب أحدهم النوم عنها في بعض الأحيان ولم يكن عنده من يوقظه فهو معذور وليس في نومه تفريط، والدليل على هذا ما

طور بواسطة نورين ميديا © 2015