المعجمة على وزن العِدَة، وهي الكذب والبهتان، وعلى الرواية الأولى العَضْة مصدر، يقال: عضهه عضهاً؛ أي رماه بالعضه. انتهى.
قال أبو عبيد الهروي: ومنه الحديث أنه لعن العاضهة والمستعضهة، قيل: هي الساحرة والمستسحرة، وسمي السحر عضها؛ لأنه كذب وتخييل لا حقيقة له. انتهى.
وروي عن ابن عباس -رضي الله عنهما- في تفسير قوله تعالى: {الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآَنَ عِضِينَ} [الحجر: 91]، قال: السحر.
وقال عكرمة: العضه: السحر بلسان قريش.
وأما القالة: فهي كثرة القول، وإيقاع الخصومة بين الناس بما يحكي للبعض عن البعض. قاله أبو السعادات ابن الأثير رحمه الله تعالى.
وإنما أطلق النبي - صلى الله عليه وسلم - على النميمة اسم السحر لجامع بينها وبين السحر وهو الإفساد بين الناس؛ فكما أن الساحر يتوصل بسحره إلى إفساد ذات البين، فيفرق بين المرء وزوجه، ويوقع العداوة والبغضاء بين المتحابين، ويثير الخصومة والشقاق بين الناس، ويبث فيهم أنواع الشر والفساد؛ فكذلك النمام يتوصل بالنميمة إلى ما ذُكر وأكثر منه، فهو من هذه الحيثية شر من الساحر وأعظم منه ضررًا.
وقد روى أبو نعيم في الحلية، عن يحيى بن أبي كثير رحمه الله تعالى أنه قال: يفسد النمام في ساعة، ما لا يفسده الساحر في شهر.
وذكر ابن عبد البر عنه أنه قال: يفسد النمام والكذاب في ساعة ما لا يفسده الساحر في سنة.