غربه الاسلام (صفحة 635)

عد النميمة والإفساد بين الناس من السحر

وكل ذلك سحر وكهانة ورجم بالغيب، فمن أتى أحدًا منهم وصدقه بما يقول فهو ممن آمن بالجبت والطاغوت وكفر بما أنزل على محمد - صلى الله عليه وسلم -.

قال عمر - رضي الله عنه -، والشعبي، ومجاهد: الجبت: السحر، والطاغوت: الشيطان.

وقال محمد بن سيرين، ومكحول: الجبت: الكاهن، والطاغوت: الساحر.

وقال سعيد بن جبير، وأبو العالية: الجبت: الساحر بلسان الحبشة، والطاغوت: الكاهن.

وقال الجوهري: الجبت: كلمة تقع على الصنم، والكاهن، والساحر، ونحو ذلك.

وقال القاضي: الجبت في الأصل: الفسل الذي لا خير فيه، ثم استعير لما يعبد من دون الله، وللساحر والسحر لخساستها وعدم اعتبارها.

ومن السحر أيضًا: المشي بالنميمة والإفساد بين الناس؛ لما رواه الإمام أحمد، ومسلم، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «ألا أنبئكم ما العضه، هي النميمة القالة بين الناس».

وروى البخاري في (الأدب المفرد)، والبيهقي في سننه، عن أنس - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «أتدرون ما العضه؟» قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: «نقل الحديث من بعض الناس إلى بعض ليفسدوا بينهم».

قال النووي رحمه الله تعالى: العَضْه بفتح العين المهملة وإسكان الضاد المعجمة وبالهاء على وزن الوَجْه، وروي العِضَه بكسر العين وفتح الضاد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015