قوله: (وكذلك بَعثناهم) .

أي بعثاهم آية كما أنمناهم آية. ابن جرير: كما أنمناهم بقدرتنا.

بعثناهم بقدرتنا.

قوله: (كم لبثتم) ، كم منصوب ب "لبثتم"، أي كم مدةً

لبثتم و"مدة" نصب على التمييز.

قوله: (أعَثرنا عليهم) .

المفعول محذوف، أي أعثرنا القوم عليهم، من قولك: عثر على

الشيء، إذا علمه، ومثله وبمعناه: وقع على الشيء، وسقط على الشيء: إذا علمه.

الغريب: لأن من عثر بشيء وهو غافل نظر إليه ليعلم ما هو، ثم استعير

مكان التبيين.

قوله: (سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ) .

"رَابِعُهُمْ" اسم الفاعل من ربعه يَربَعه، إذا صار بانضمامه إليه وهم

ثلاثة رابعهم، و "كَلْبُهُمْ" يرتفع من وجهين:

أحدهما: بفعله، فيكون اسم الفاعل بمعنى المستقبل، أي يَرْبَعُهم على حكاية الحال، كقوله: (بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ)

والثاني: بالابتداء، وخبره مقدم عليه، كما تقول: مررت برجل قائم

أخوه. بالرفع و"ثلاثة" رفع بالخبر أي هم ثلاثة، ومحل "رابعهم كلبهم" رفع

على الصفة، لقوله: (ثلاثة) ، وقيل: محله رفع بالعطف على هم ثلاثة.

والتقدير: ورابعهم كلبهم، فحذف الواو اكتفاء بالعائد من الجملة الثانية إلى

الجملة الأولى، ويقوي هذا القول: (وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ) ، والكلام في

قوله: (خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ) كالكلام في قوله: (ثَلَاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ) .

وأما قوله: (سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ) ، فالواو للعطف وفي تخصيص ثامنهم بالواو أقوال:

أحدها: أن رابعهم كلبهم، سادسهم كلبهم كان رجماً بالغيب، وقوله:

(وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ) صدق، وهو إخبار ممن ارتضى اللهُ قولَه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015