جواب القسم، أي لقد أفلح. وقوله: (من زكاها " الفاعل ضمير
(من دساها) .
الغريب الفاعل هو الله سبحانه، قال: النحاس. وفيه بعد، إذ
لا ضمير يعود على حتى، قال: فالحيلة أن يحمل من على النفس، أو
يحمل من عليه التفرقة ليصح التأنيث في قوله: "زكاها" و "دساها".
قال الشيخ: يحتمل أيضاً أن يحمل التقدير قد أفلح من زكى الله
نفسه، ثم كنى عن النفس المضافة إلى ضمير من وكذلك من دساها.
المفسرون: على أنه قُدار، وجاء في المثل أشقى من قدار، وهو
أحيمر ثمود.
الغريب: الفراء: هما رجلان: قدار بن سالف وآخر معه، ولم
يقل: أشقياها الآية. وقال الكلبي: قدار بن سالف ومصدع بن دهر.
ومن الغريب: يحتمل أن يقال: لو جاز ما قال الفراء والكلبي: لجاز
أن يقال: هم التسعة المذكورون في قوله: (تِسْعَةُ رَهْطٍ) ، لأن
قدار بن سالف واحد منهم، ولم يجمع في قوله أشقاها لما ذكر الفراء، ولأن
أفعل، إذا أضفته وفيه معنى "من" لم يثن ولم يجمع، كما إذا كان "من" معه
ظاهراً. ومثله في القرآن (بل أكثرهم) ولم يجمع، وكذلك (وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ)