قطب وجهه، يعني النبي - عليه السلام -، أخبر عنه بالعبوس، ولم
يخاطبه معاتبة له، وقيل: تعظيماً.
قوله، (أن جاءَه الأعمى) .
أي لأن جاءه، فحذف، ومحله نصب مفعول له، وقيل: جر باللام.
وقيل: بمعنى إذ، وهو بعيد. قوله "الأعمى"، الألف واللام للعهد، وهو
عبد الله ابن أم مكتوم، وهو اسم أم أبيه، واسمه شريح، وذلك أن
النبي - عليه السلام - كان عنده أشراف قريش، وهو يدعوهم إلى الإسلام، فأتاه عبد الله يسأله عن أمر يتعلق بالدين، - وكان قد أسلم - فكره - عليه السلام - قطع كلامه، فظهرت الكراهية في وجهه، فأعرض عنه، فرجع عبد الله حزينا خائفاً أن يكون إعراضه عنه، إنما لشيء أنكره الله منه، فعاتب سبحانه نبيه بهذه الآيات.
الغريب: قال الأصم: بقي - عليه السلام - ووجهه كالرماد حزنا ينتظر ما
يحكم الله عليه فيما عاتبه، فلما نزل "كلا" سري عنه، لأن معناه لا تعد
بعد هذا إلى مثله.