عليه الكلام، أي إن: توليتم عسيتم أن تفسدوا، و "أن تفسدوا" نصب
وخبر "عسيتم" عند الجمهور، والذي ظهر لي في باب عسى: أن تكون أن
مع ما بعده بدلاً عن اسم عسى بدليل عسى أن يقوم زيد فلا يحتاج إلى
مفعول، وقولهم: عسى العزيز أبونا يريد أن يكون أبانا.
وقوله: (توليتم) ، قيل: من التولي، وهو الإِعراض، وقيل: من
التولية.
أضاف إلى القلوب، أي أقفال تليق بها من الختم والغشاوة والرَين
كما قال: (زلزالها) .
قوله: (الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ) .
قيل: هو كلام تام فقطع عن الجانبين، فخبر إن مضمر، أي أهل
النار، والفعل الثاني لله عز وجل، والجمهور: على أن (الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ) جملة فيها خبر إن.
العجيب: "أملى لهم" من فعل الشيطان أيضاً، أي طوّل لهم الأمل.
فاغتروا به.
قوله: (لَأَرَيْنَاكَهُمْ) .
اللام جواب " لو "، قوله: (فَلَعَرَفْتَهُمْ) تكرار لها وزيادة، وقوله:
(وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ) لام القسم، وكذلك (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ) .
ومعنى (لَحْنِ الْقَوْلِ) فحوى كلامهم ومتضمنُه.
الغريب: لحن القول كذبه. لم يتكلم بعد نزول الآية منافق عند
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا عرفه.