صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ.
الزَّيْغُ: الْمَيْلُ، يُقَالُ أَزَاغَ اللَّهُ الْقَلْبَ إذَا أَمَالَهُ عَنْ الْهُدَى وَالْإِيمَانِ. وَرَوَى الْإِمَامُ أَحْمَدُ وَاللَّفْظُ لَهُ وَأَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيُّ وَابْنُ السُّنِّيِّ وَغَيْرُهُمْ عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ عَمْرٍو، وَيُقَالُ ابْنُ الْغَازِ الْجُرَشِيُّ قَالَ «سَأَلْت عَائِشَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - فَقُلْت: مَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ إذَا قَامَ مِنْ اللَّيْلِ وَبِمَ كَانَ يَسْتَفْتِحُ؟ قَالَتْ: كَانَ يُكَبِّرُ عَشْرًا، وَيَحْمَدُ عَشْرًا، وَيُهَلِّلُ عَشْرًا، وَيَسْتَغْفِرُ عَشْرًا، وَيَقُولُ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَاهْدِنِي وَارْزُقْنِي عَشْرًا اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِك مِنْ الضَّيِّقِ يَوْمَ الْحِسَابِ عَشْرًا» . وَقَالَ أَبُو دَاوُد: «سُبْحَانَ الْقُدُّوسِ عَشْرًا» .
وَفِي رِوَايَةٍ: «سُبْحَانَ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ» . وَقَالَ بَدَلَ وَيَحْمَدُ عَشْرًا وَيَقُولُ: «سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ عَشْرًا» وَفِيهِ «كَانَ إذَا اسْتَيْقَظَ مِنْ مَنَامِهِ قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَحْيَانَا بَعْدَ مَا أَمَاتَنَا وَإِلَيْهِ النُّشُورُ» أَيْ الْإِحْيَاءُ لِلْبَعْثِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. وَرَوَى ابْنُ السُّنِّيِّ وَغَيْرُهُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ «إذَا اسْتَيْقَظَ أَحَدُكُمْ فَلْيَقُلْ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي رَدَّ عَلَيَّ رُوحِي، وَعَافَانِي فِي جَسَدِي، وَأَذِنَ لِي بِذِكْرِهِ» . قَالَ فِي شَرْحِ أَوْرَادِ أَبِي دَاوُد: صَحَّحَهُ بَعْضُ الْحُفَّاظِ. وَرُوِيَ عَنْهُ أَيْضًا - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - «مَا مِنْ رَجُلٍ يَنْتَبِهُ مِنْ نَوْمِهِ فَيَقُولُ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ النَّوْمَ وَالْيَقَظَةَ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي بَعَثَنِي سَالِمًا سَوِيًّا أَشْهَدُ أَنَّ اللَّهَ يُحْيِي الْمَوْتَى، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، إلَّا قَالَ اللَّهُ: صَدَقَ عَبْدِي» .
(فَائِدَةٌ) : رَوَى الشَّيْخَانِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ «يَعْقِدُ الشَّيْطَانُ عَلَى قَافِيَةِ رَأْسِ أَحَدِكُمْ إذَا هُوَ نَامَ ثَلَاثَ عُقَدٍ، يَضْرِبُ كُلَّ عُقْدَةٍ عَلَيْك لَيْلٌ طَوِيلٌ فَارْقُدْ، فَإِنْ اسْتَيْقَظَ، وَذَكَرَ اللَّهَ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فَإِنْ تَوَضَّأَ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ أُخْرَى، فَإِنْ صَلَّى انْحَلَّتْ عُقَدُهُ كُلُّهَا فَأَصْبَحَ نَشِيطًا طَيِّبَ النَّفْسِ، وَإِلَّا أَصْبَحَ خَبِيثَ النَّفْسِ كَسْلَانَ» : وَقَافِيَةُ الرَّأْسِ: آخِرُهُ، وَمِنْهُ سُمِّيَ آخِرُ بَيْتِ الشَّعْرِ قَافِيَةً.
وَفِي رِوَايَةٍ لِابْنِ مَاجَهْ «فَيُصْبِحُ نَشِيطًا طَيِّبَ النَّفْسِ قَدْ أَصَابَ خَيْرًا، وَإِنْ