توفي أمير تمر في شعبان سنة سبع وثمانمائة, خرج من تلك البلاد فوصل إلى بلاد خراسان ودخل مدينة هراة, فقرأ عليه للعشرة جماعة أكمل منهم الإمام العالم جمال الدين محمد بن محمد بن محمد بن محمد الشهير بابن افتخار الهروي ثم وصل راجعا إلى مدينة يزد, فقرأ عليه للعشرة جماعة منهم المقرئ الفاضل شمس الدين محمد بن الدباغ البغدادي وجماعة لم يكملوا, ثم دخل أصبهان فقرأ عليه بها جماعة أيضا ولم يكملوا ثم وصل إلى شيراز في رمضان سنة ثمان وثمانمائة1 فأمسكه بها سلطانها بير محمد ابن صاحبها أمير عمر شيخ ابن أمير تمر2 فقرأ عليه بها جماعة كثيرون للعشرة في جمع, منهم السيد محمد بن حيدر3 المسبحي وإمام الدين عبد الرحيم بن "بياض" الأصبهاني ونجم الدين الخلال4 وأبو بكر بن "بياض" الجنحي5، ثم ألزمه صاحبها بير محمد بالقضاء بها وبممالكها وما أضيف إليها كرها فبقي فيها مدة وتغيرت عليه الملوك ومن أخذها لا يمكنه من الخروج منها حتى فتح الله تعالى عليه فخرج منها متوجها إلى البصرة وكان قد رحل إليه المقرئ الفاضل المبرز أبو الحسن طاهر بن عزيز6 الأصبهاني فجمع عليه ختمة بالعشر بمضمن الطيبة والنشر ثم شرع في ختمة لقتيبة7 ونصير عن الكسائي وفارقه بالبصرة وتوجه معه المولى معين الدين بن عبد الله ابن قاضي كازرون فوصلا إلى قرية عنيزة من نجد وتوجها منها فأخذهم الأعراب من بني لام بعد مرحلتين فرجعا إلى عنيزة فنظم بها الدرة في قراءات الثلاثة حسبما تضمنه تحبير التيسير وعرض المولى معين الدين ختمة بقراءة أبي جعفر ختمها بالمدينة ثم ختمة لابن كثير ختمها بمكة وكان يقرأ عليه في أثناء الطريق8 قراءة عاصم فأتمها وحفظ أكثر الطيبة، وفتح9 الله تعالى بالمجاورة بالمدينة وبمكة في سنة ثلاث وعشرين