بعد أخذ الأعراب له ورجوعه إلى عنيزة وفي إقامته بالمدينة, قرأ عليه شيخ الحرم الطواشي وألف في القراءات كتاب نشر القراءات العشر في مجلدين ومختصره التقريب وتحبير التيسير في القراءات العشر وهذا الكتاب وهو تاريخ القراء وطبقاتهم مختصرًا من أصله ولما أخذه أمير تمر1 إلى ما وراء النهر ألف شرح المصابيح في ثلاثة أسفار2 وألف غير ذلك في التفسير والحديث والفقه والعربية, ونظم3 كثيرا في العلوم ونظم غاية المهرة في الزيادة على العشرة قديما, ونظم طيبة النشر في القراءات العشر والجوهرة في النحو والمقدمة فيما على قارئ القرآن أن يعلمه وغير ذلك في فنون شتى. "قال الفقير المغترف من بحاره: توفي شيخنا -رحمه الله- ضحوة الجمعة4 لخمس خلون من أول الربيعين سنة ثلاث وثلاثين وثمانمائة بمدينة شيراز, ودفن بدار القرآن التي أنشأها وكانت جنازته مشهورة5 تبادر الأشراف والخواص والعوام إلى حملها وتقبيلها ومسها تبركًا بها, ومن لم يمكنه الوصول إلى ذلك كان يتبرك بمن تبرك بها, وقد اندرس بموته كثير من مهام الإسلام".
3434- محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن الجزري ولد المتقدم ذكره, أبو الفتح الشافعي، ولد يوم الأربعاء ثاني شهر ربيع الأول سنة سبع وسبعين وسبعمائة بدمشق "بياض"6, وحضر في هذه السنة كتابي أبي داود والترمذي كاملا على عمر بن أميلة وشيئا من مسند الإمام أحمد على ابن أبي عمر والمائة العلائية من مشيخة ابن البخاري عليهما وغير ذلك, والثاني من الجزييات على ابن هبل بسماعهم من ابن البخاري والإرشاد من ابن أميلة عن الفاروثي وابن البخاري, وأجازه شيخنا عبد الرحمن بن البغدادي والحرّاز صاحب الدمياطي وحضر في الثانية الشاطبية على إبراهيم بن أحمد الإسكندري بسماعه من الفزاري وسمع الشاطبية على شيخنا عبد الوهاب بن السلار وقرأ عليه الفاتحة بالقراءات السبع