وقالت الحكماء: أي عالم لا يهفو، وأي صارم لا ينبو، وأي جواد لا يكبو.
وقالوا: من حاول صديقًا يأمن زلته ويدوم اغتباطه به كان كضال الطريق الذي لا يزداد لنفسه إتعابًا إلا ازداد من غايته بعدًا.
وقال بعض الحكماء: وجدت أكثر أمور الدنيا لا تجوز إلا بالتغافل.
وحكى الأصمعي عن أعرابي أنه قال: تناس مساوئ الإخوان يدم لك ودهم.
ووصى بعض الأدباء أخًا له، فقال: كن للود حافظًا وإن لم تجد محافظًا، وللخل واصلًا وإن لم تجد مواصلًا.
وقيل في منثور الحكم: لا يفسدنك الظن على صديق قد أصلحك اليقين له.
وروى البيهقي _ وغيره _ في «شعب الإيمان» أن يونس بن عبيد بن دينار أصيب بمصيبة، فقيل له: إن ابن عون لم يأتك، فقال: إنا إذا وثقنا بمودة أخينا لا يضره أنه ليس يأتينا.
وقال بعض البلغاء: لا يزهدنك في رجل حمدت سيرته، وارتضيت وتيرته، وعرفت فضله، وبطنت عقله: عيب تحيط به