وقال شبيب بن شيبة: العاقل: هو الفطن المتغافل.
وقيل لبعض العارفين: ما المروءة؟ قال: التغافل عن زلة الإخوان.
وقيل: من حقوق المودة: أخذ عفو الإخوان، والإغضاء عن تقصير _ إن كان _.
وروى ابن حبان في كتابه «روضة العقلاء ونزهة الفضلاء» عن بنت عبد الله بن مطيع، أنها قالت لزوجها طلحة بن عبد الرحمن بن عوف الزهري: ما رأيت أحدًا _ قط _ ألأم من أصحابك، قال: مه! لا تقولي ذاك فيهم، وما رأيت من لؤمهم؟ قالت: أمرًا _ والله _ بينًا، قال: وما هو؟ قالت: إذا أيسرت لزموك، وإذا أعسرت جانبوك، قال: ما زدت على أن وصفتهم بمكارم الأخلاق، قالت: وما هذا من مكارم الأخلاق؟! قال: يأتوننا في حال القوة منا عليهم، ويفارقوننا في حال الضعف منا عنهم.
وأورد هذا الخبر الماوردي، وقال معقبًا: «فانظر كيف تأول بكرمه هذا التأويل حتى جعل قبيح فعلهم حسنًا، وظاهر غدرهم وفاءً، وهذا محض الكرم ولباب الفضل».