كثرة فضائله، أو ذنب صغير تستغفر له قوة وسائله؛ فإنك لن تجد _ ما بقيت _ مهذبًا لا يكون فيه عيب ولا يقع منه
ذنب، فاعتبر نفسك بعد أن لا تراها بعين الرضى ولا تجري فيها على حكم الهوى؛ فإن في اعتبارك واختيارك لها ما يؤيسك مما تطلب، ويعطفك على من يذنب.
وفي معناه: ما حكي أن أخوين التقيا في الله، فقال أحدهما لصاحبه: والله يا أخي إني لأحبك في الله، فقال له الآخر: لو علمت مني ما أعلمه من نفسي لأبغضتني في الله، فقال: والله يا أخي لو علمت منك ما تعلمه من نفسك لمنعني من بغضك ما أعلمه من نفسي.
وقال الحسن بن علي: لو أن رجلًا شتمني في أذني هذه واعتذر إلي في أذني الأخرى لقبلت عذره.
وقال الشاعر:
اقبل معاذير من يأتيك معتذرًا ... إن بر عندك فيما قال أو فجرا
فقد أطاعك من يرضيك ظاهره ... وقد أجلك من يعصيك مستترا
وقال كثير بن عبد الرحمن الملحي:
ومن لم يغمض عينه عن صديقه ... وعن بعض ما فيه يمت وهو عاتب