والملال فيه، وإن أنت مع ذلك تصبرت على مقاربته على غير الرضى؛ دعا ذلك إليك العيب والنقيصة، فالارتياد الارتياد، والتثبت التثبت».
ونقل ابن مفلح في «الآداب الشرعية» عن أبي الوفاء علي بن عقيل، أنه قال في كتابه «الفنون» في أثناء كلام له: «الذي ينبغي أن يكون حد الصداقة: اكتساب نفس إلى نفسك وروح إلى روحك، وهذا الحد يريحك عن طلب ما ليس في الوجود حصوله؛ لأن نفسك الأصلية لا تعطيك محض النفع الذي لا يشوبه إضرار ... فإذا ثبتت هذه القاعدة أفادت شيئين: إقامة الأعذار وحسن التأويل
الحافظ للمودات، والدخول على بصيرة بأن ما يندر من الأخلاق المحمودة إذا غلب على أخلاق الشخص مع الشخص فهما الصديقان، فأما طلب الدوام والسلامة من الإخلال في ذلك والانخرام فهو الذي أوجب القول لمن قال: (إن الصديق اسم لمن لم يخرج إلى الوجود)، وإن تبع ذلك في الأسماء كلها وجب إفلاس المسميات، فأما تسمية الإنسان نفسه عبدًا مع ارتكاب المخالفة فهي بعيدة ... فاقنع من الصداقة بما قنع الله _ سبحانه _ منك في العبودية ... وإذا كان الأمر كله كذا؛ فطلب ما وراء الطباع طلب ما لا يستطاع، وذلك