نوع من العنت والتنطع، ومن طلب العزيز الممتنع عذب نفسه وجهل عقله وضلل رأيه، وقبيح بالعقل أن يعتمد إضرار نفسه وإتعابها فيما لا يجدي نفعًا بتعجيل التعب ضررًا».
وقال _ أيضًا _: «إن وجدت من نفسك خلال الصداقة وشروطها مع النقد والاختبار من الهوى لم تجد لنفسك ثانيًا، فقل ما شئت من اللوم والعذل والتوبيخ، ونح على أبناء الزمان بالوحدة في هذا المقام، فأما إذا لم تجد ذاك في نفسك لعجز البنية عنه فاقطع القول في ذلك، فلا مؤاخذة على ما لا يدخل تحت القدرة».
وقال الماوردي ذاكرًا العتاب: «فإن كثرة العتاب سبب للقطيعة، واطراح جميعه دليل على قلة الاكتراث بأمر الصديق ... بل تتوسط حالتا تركه وعتابه،
فيسامح بالمتاركة، ويستصلح بالمعاتبة؛ فإن المسامحة والاستصلاح إذا اجتمعا لم يلبث معهما نفور، ولم يبق معهما وجد».
وقال بعض الحكماء: لا تكثرن معاتبة إخوانك، فيهون عليهم سخطك.
وقال الأصمعي: قال أعرابي: عاتب من ترجو رجوعه.
وقال آخر: كثرة العتاب إلحاف، وتركه استخفاف.