إلا أن الصحبة قد تطلق دون هذا القيد، وإنما يراد بها ملازمة الشيء بالبدن أو بغيره؛ كالصحبة مع الله، وقد سئل أبو عثمان _ سعيد بن إسماعيل _ الحيري عن هذه الصحبة، فقال: «الصحبة مع الله: بحسن الأدب ودوام الهيبة ... » كما
رواه البيهقي في كتابه «شعب الإيمان».
وكذلك: لا تقيد الصحبة بمعاشرة البشر للبشر فقط؛ إنما قد تصرف إلى معاشرة البشر لغيرهم من الكائنات والموجودات.
ولا يشترط لها القصد؛ فقد تكون بإكراه ومن غير نية؛ كمصاحبة أهل النار للنار في قوله _ تعالى _: {وَالَّذِينَ كَفَرواْ وَكَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُون}.
قال أهل التفسير: والصحبة هي: الاقتران بالشيء في حالة ما، في زمن ما، فإن كانت الملازمة والخلطة فهو كمال الصحبة.
وقد جمع هذا الأصل وأجمله: الخليل بن أحمد في كتابه «العين»، بقوله: «وكل شيء لاءم شيئًا فقد استصحبه».
وضبط ذلك كله الراغب الأصفهاني في كتابه «المفردات في غريب القرآن»، فقال: «الصاحب: الملازم إنسانًا كان أو حيوانًا أو مكانًا أو زمانًا، ولا فرق بين أن تكون مصاحبته بالبدن _ وهو