اعلم _ رحمني الله وإياك _ أن في الاجتماع الإنساني صلات شتى تعرض بين الأفراد؛ فمنها: الصحبة، ومنها: الصداقة، ومنها: الأخوة، ومنها: الرفقة، ومنها: الخلة _ وغيرها _.
وتشترك جميعها في معنًى كلي واحد، إلا أنها تختلف في أشياء:
أما معنى الصحبة من حيث الاشتقاق الكبير؛ فقد قال ابن فارس في «المقاييس»: «الصاد والحاء والباء: أصل واحد يدل على مقارنة شيء ومقاربته، من ذلك: (الصاحب)، والجمع: (الصحب)».
وأما من حيث المعنى الخاص؛ فهي: المعاشرة والملازمة، وقد قيدها بعض أهل اللغة بالرؤية والمجالسة، ولذا قد جاء في تعريف (الصحابي) عند المحدثين: هو من لقي النبي صلى الله عليه وسلم مؤمنًا به ومات على الإسلام؛ سواء أطالت صحبته أم قصرت.