الأصل والأكثر _، أو بالعناية والهمة ... ولا يقال في العرف إلا لمن كثرت ملازمته، ويقال للمالك للشيء: (هو صاحبه)، وكذلك لمن يملك التصرف فيه».
وقد فرق أهل اللغة بين الصاحب والقرين:
قال أبو هلال العسكري في كتابه «الفروق اللغوية»: « ... أن الصحبة تفيد
انتفاع أحد الصاحبين بالآخر، ولهذا يستعمل في الآدميين خاصةً، فيقال: (صحب زيد عمرًا) و (صحبه عمرو)، ولا يقال: (صحب النجم النجم) أو (الكون الكون) ... والمقارنة: تفيد قيام أحد القرينين مع الآخر ويجري على طريقته وإن لم ينفعه، ومن ثم قيل: (قران النجوم)، وقيل للبعيرين يشد أحدهما إلى الآخر بحبل: (قرينان)».
قلت: وقد يتوهم بأن ثمة اختلافًا بين ضبط الأصفهاني للصحبة وبين ضبط العسكري لها؛ إذ خصصه أبو هلال بالآدميين خاصةً، أما الراغب الأصفهاني فقد أطلقه وعداه إلى الحيوان والزمان والمكان!!
ولا تضارب بين القولين؛ فإن مراد أبي هلال متعلق باشتراط كون طرف الصحبة الأول المتكلم آدميا _ وهو الفاعل _، ولهذا