أنه قال: «ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة: المنان الذي لا يعطي شيئًا إلا منه، والمنفق سلعته بالحلف الفاجر، والمسبل إزاره».
وقد ذكر الأصمعي عن أعرابي، أنه قال: حمل المنن أثقل من الصبر على العدم.
وقال أبو الفرج _ المعروف بالببغاء _:
ما الذل إلا تحمل المنن ... فكن عزيزًا إن شئت أو فهن
وأما العفو عن الزلات؛ فذلك بأن يقيل عثرات أخيه، ويعفو عن زلاته، وأن يلتمس له أعذارًا، وأن لا يعترض على هناته دون روية؛ فإن ذلك قد يبعث على القطيعة والهجران، فإن وقع التقاطع والتهاجر أخذ كل منهما ينشد صحبةً أخرى.
وأكثر من يبلغ هذا المبلغ لا يجد في الصاحب المنشود اختلافًا عمن هجره؛ بل قد يجد من الود والصفات الحميدة في المهجور ما لم يجده في المنشود.
وفي هذا المعنى أشعار كثيرة:
قال الشاعر:
كم صديق منحته صفو ودي ... فجفاني وملني وقلاني