مل ما مل ثم عاود وصلي ... بعدما مل صحبة الخلان
وقال آخر:
عتبت على بشر فلما جفوته ... وصاحبت أقوامًا بكيت على بشر
وقال آخر:
ونعتب أحيانًا عليه ولو مضى ... لكنا على الباقي من الناس أعتبا
ولهذا كان من أكثر الأمور ثباتًا للصحبة: هو التماس العذر للصاحب، والصبر عليه لخلق فيه ليس بمستحسن، والاعتراض علىه بمداراة وحكمة، والإقلال من معاتبته:
روى أبو نعيم _ وغيره _ في «الحلية» عن أبي قلابة، قال: «إذا بلغك عن أخيك شيء تكرهه فالتمس له العذر جهدك، فإن لم تجد عذرًا فقل في نفسك: لعل لأخي عذرًا لا أعلمه».
وروى ابن أبي الدنيا في «مداراة الناس» عن عمر بن الخطاب أنه قال: لا تظن بكلمة خرجت من في مسلم شرا وأنت تجد لها في الخير محملًا.
وروى كذلك عن عمر بن عبد العزيز أنه قال: إذا سمعت كلمةً من مسلم فاحملها على أحسن ما تجد، حتى لا تجد محملًا.