و (كيف الحال؟)، ولو سأله شطر ماله لأعطاه، ثم أدركت أقوامًا لو كان أحدهم لا يلقى أخاه يومًا سأله عن الدجاجة في البيت، ولو سأله حبةً من ماله لمنعه.
وقال صاحب «الإحياء»: «أما ذكر مساوئه وعيوبه ومساوئ أهله؛ فهو من الغيبة، وذلك حرام في حق كل مسلم، ويزجرك عنه أمران: أحدهما: أن تطالع أحوال نفسك، فإن وجدت فيها شيئًا واحدًا مذمومًا فهون على نفسك ما تراه من أخيك، وقدر أنه عاجز عن قهر نفسه في تلك الخصلة الواحدة كما أنك عاجز عما أنت مبتلًى به، ولا تستثقله بخصلة واحدة مذمومة، فأي الرجال المهذب؟! ... والأمر الثاني: أنك تعلم أنك لو طلبت منزهًا عن كل عيب اعتزلت عن الخلق كافةً، ولن تجد من تصاحبه أصلًا، فما من أحد من الناس إلا وله محاسن ومساوئ».
قلت: ومن حفظ اللسان _ أيضًا _: كفه عن المن ولو على سبيل الهزل؛ فإنه يكثر في الأصحاب، وهو يبطل الخير والعمل؛ كما في قوله
_ تعالى _: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُبْطِلُواْ صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالأذَى}.
وقد أخرج مسلم _ وغيره _ عن أبي ذر، عن النبي صلى الله عليه وسلم،