إلى الله _ تعالى _، مثل أن تؤثر جليسك على ذكرك ... فيكون مثلك كمثل مسافر سائر
على الطريق، لقيه رجل فاستوقفه، وأخذ يحدثه ويلهيه حتى فاته الرفاق، وهذا حال أكثر الخلق».
وأما الثالث؛ فقال: «مثل أن يؤثر بوقته ويفرق قلبه في طلب خلفه، أو يؤثر بأمر قد جمع قلبه وهمه على الله، فيفرق قلبه عليه بعد جمعيته، ويشتت خاطره، فهذا _ أيضًا _ إيثار غير محمود».
وقد قسم الماوردي أحوال الناس في الإعانة إلى أربعة أقسام:
الأول: الذي يعين صاحبه، ويلتمس الإعانة منه، وهو أعدلهم.
قال: «فهو معاوض منصف، يؤدي ما عليه، ويستوفي ما له ... وهو مشكور في معونته، ومعذور في استعانته».
والثاني: الذي لا يعين صاحبه، ولا يلتمس الإعانة منه.
قال الماوردي: «فهو لا صديق يرجى ولا عدو يخشى ... كالصورة الممثلة؛ يروقك حسنها ويخونك نفعها، فلا هو مذموم لقمع شره، ولا هو مشكور لمنع خيره، وإن كان باللوم