أجدر ... غير أن فساد الوقت وتغير أهله: يوجب شكر من كان شره مقطوعًا وإن كان خيره ممنوعًا».

والثالث: الذي لا يعين صاحبه، إلا أنه يلتمس الإعانة منه.

قال: «فهو لئيم كل ... فلا خيره يرجى ولا شره يؤمن ... فليس لمثله في الإخاء حظ، ولا في الوداد نصيب».

والرابع: الذي يعين صاحبه، إلا أنه لا يلتمس الإعانة منه، وهو أشرف الإخوان نفسًا وأكرمهم طبعًا.

قال الماوردي عنه: «فهو كريم الطبع، مشكور الصنع، وقد حاز فضيلتي الابتداء والاكتفاء، فلا يرى ثقيلًا في نائبة، ولا يقعد عن نهضة في معونة ... فينبغي لمن أوجد الزمان مثله _ وقل أن يكون له مثل؛ لأنه البر الكريم والدر اليتيم _ أن يثني عليه خنصره، ويعض عليه ناجذه، ويكون به أشد ضنا منه بنفائس أمواله وسني ذخائره؛ لأن نفع الإخوان عام، ونفع المال خاص، ومن كان أعم نفعًا فهو بالادخار أحق».

وقد وصف صاحب «الإحياء» الإعانة بالنفس بقوله: «فأدناها: القيام بالحاجة عند السؤال والقدرة، ولكن مع البشاشة والاستبشار وإظهار الفرح».

طور بواسطة نورين ميديا © 2015