لا يلتمس خالص مودتي إلا بموافقة شهوتي، وممن ساعدني على سرور ساعتي ولا يفكر في حوادث غدي.
وقال بعض البلغاء: ما ودك من أهمل ودك، ولا أحبك من أبغض حبك.
وقال بعض الأدباء: لا تصحب من الناس إلا من يكتم ويستر عيبك، ويكون معك في النوائب، ويؤثرك في الرغائب، وينشر حسنتك، ويطوي سيئتك، فإن لم تجده فلا تصحب إلا نفسك.
وقيل لأعرابي: من أكرم الناس عشرةً؟ قال: من إن قرب منح، وإن بعد مدح، وإن ظلم صفح، وإن ضويق سمح، فمن ظفر به فقد أفلح وأنجح.
وقال موسى بن جعفر: اتق العدو، وكن من الصديق على حذر؛ فإن القلوب إنما سميت قلوبًا لتقلبها.
وقيل لابن السماك _ محمد بن صبيح _: أي الإخوان أحق بإبقاء المودة؟ قال: الوافر دينه، الوافي عقله، الذي لا يملك على القرب، ولا ينساك على البعد، إن دنوت منه داناك، وإن بعدت عنه راعاك، وإن استعنت به عضدك، وإن احتجت إليه رفدك، وتكون مودة فعله أكثر من مودة قوله.