ومن منثور الأخبار والأشعار فيمن تؤثر صحبته ومن لا ترجى عشرته:
ما روي عن عمر بن الخطاب أنه قال: عليك بإخوان الصدق، فعش في أكنافهم؛ فإنهم زين في الرخاء، وعدة في البلاء.
وقالت الحكماء: اعرف الرجل من فعله لا من كلامه، واعرف محبته من عينه لا من لسانه.
وقال بعض البلغاء: مصارمة قبل اختبار أفضل من مؤاخاة على اغترار.
وقال بعض الحكماء: اصطف من الإخوان ذا الدين والحسب والرأي والأدب؛ فإنه ردء لك عند حاجتك، ويد عند نائبتك، وأنس عند وحشتك، وزين عند عافيتك.
وقال جعفر بن محمد لابنه: يا بني! من غضب من إخوانك ثلاث مرات فلم يقل فيك سوءًا فاتخذه لنفسك خلا.
وروي أن رجلًا قال لابنه: أي بني! لا تؤاخ أحدًا حتى تعرف موارد أموره ومصادرها، فإذا استطبت منه الخبر ورضيت منه العشرة فآخه على إقالة العثرة والمواساة عند العسرة.