وما بكثير ألف خل لعاقل ... وإن عدوا واحدًا لكثير

وأنشد صلاءة بن عمرو _ المعروف بالأفوه الأودي _:

بلوت الناس قرنًا بعد قرن ... فلم أر غير ختال وقالي

وذقت مرارة الأشياء طرا ... فما طعم أمر من السؤال

ولم أر في الخطوب أشد هولًا ... وأصعب من معاداة الرجال

وقال القاضي التنوخي:

الق العدو بوجه لا قطوب به ... يكاد يقطر من ماء البشاشات

فأحزم الناس من يلقى أعاديه ... في جسم حقد وثوب من مودات

الرفق يمن وخير القول أصدقه ... وكثرة المزح مفتاح العداوات

ولبعضهم:

لما عفوت ولم أحقد على أحد ... أرحت نفسي من هم العداوات

إني أحيي عدوي عند رؤيته ... لأدفع الشر عني بالتحيات

وأظهر البشر للإنسان أبغضه ... كأنما قد حشى قلبي محبات

الناس داء دواء الناس قربهم ... وفي اعتزالهم قطع المودات

ومن ثمار ما ذكر من خصال حسنة _ من عقل وحسن خلق وحرص على السنة وزهد في الدنيا _: الصدق في المشورة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015