علي بن الحسين، أنه قال: «ينبغي للمرء أن لا يصاحب خمسةً: الماجن، والكذاب، والأحمق، والبخيل، والجبان، فأما الماجن فعيب إن دخل عليك، وعيب إن خرج من عندك، لا يعين على معاد، ويتمنى أنك مثله، وأما الكذاب فإنه ينقل حديث هؤلاء إلى هؤلاء، ويلقي الشحنة في الصدور، وأما الأحمق فإنه لا يرشد لسوء يصرفه عنك، وربما أراد أن ينفعك فيضرك، فبعده خير من قربه، وموته خير من حياته، وأما البخيل فأحوج ما تكون إليه: أبعد ما تكون منه، ففي أشد حالاته يهرب ويدعك».
ثم قال ابن مفلح: «ورواه القاضي المعافى بن زكريا _ وغيره _ بنحوه
ومعناه، إلا أنهم لم يذكروا الماجن والجبان، وذكروا الفاسق، قال: «فإنه بائعك بأكلة أو أقل منها للطمع فيها، ثم لا ينالها»، وقاطع رحمه؛ لأنه ملعون في كتاب الله في (البقرة) و (الرعد) و (الذين كفروا ... )».
وقال ابن المقفع في «الأدب الكبير»: «إذا نظرت في حال من ترتاد لإخائك؛ فإن كان من إخوان الدين فليكن فقيهًا غير مراء ولا حريص، وإن كان من إخوان الدنيا فليكن حرا ليس بجاهل ولا كذاب ولا شرير ولا مشنوع؛ فإن الجاهل أهل أن يهرب منه أبواه، وإن الكذاب لا يكون أخًا صادقًا؛ لأن الكذب