أيقنت أن المستحيل ثلاثة ... الغول والعنقاء والخل الوفي
قال السفاريني في «غذاء الألباب» معلقًا: «فإذا كان هذا كلام من كان في أوائل الإسلام أو في أوساطه، وقد مضى بعده أكثر من خمس مئة عام، وقد زعموا أن رسم الأخوة قد نسخ، وعقد الصداقة قد فسخ، فما بالك بزمان وفاؤه غدر، وخيره شر، ونفعه ضر، وصدقه كذب، وحسنته ذنب، وصديقه
خائن، وصادقه مائن، وخليله غادر، وناسكه فاجر، وعالمه جاهل، وعاذره عاذل، وقد صارت صلاة أهل زماننا عادةً لا عبادةً، وزكاتهم مغرمًا يغرمونها، لا يرجون من عودها إفادةً، وصيامهم كجوع البهائم، وذكرهم كرغاء البعير الهائم، فأين هذه الحالة من حالة من يتضجر لعدم وفاء إخوانه وأقرانه وأخدانه؟!».
وأقول معقبًا على كلام السفاريني: فإذا كان هذا كلام من كان في أوائل الإسلام أو في أوساطه، وقد مضى على كلام السفاريني أكثر من مئتي عام، وقد زعموا أن رسم الأخوة قد نسخ، وعقد الصداقة قد فسخ، فما بالنا بزماننا؟!
أما خصال من لا ترجى عشرته؛ فقد ذكر ابن مفلح في كتابه «الآداب الشرعية» نقلًا عن الخلال في «الأدب»، عن