وقيل لأحدهم: من أطول الناس سفرًا؟ قال: من سافر في طلب صديق.
وحكي عن أحدهم أنه كتب على باب داره: جزى الله من لم نعرفه ولم يعرفنا خيرًا؛ فإننا ما أوتينا من نكبتنا هذه إلا من المعارف.
وقال البحتري:
إياك تغتر أو تخدعك بارقة ... من ذي خداع يري بشرًا وإلطافا
فلو قلبت جميع الأرض قاطبةً ... وسرت في الأرض أوساطًا وأطرافا
لم تلق فيها صديقًا صادقًا أبدًا ... ولا أخًا يبذل الإنصاف إن صافى
وقال آخر:
خليلي جربت الزمان وأهله ... فما نالني منهم سوى الهم والعنا
وعاشرت أبناء الرجال فلم أجد ... خليلًا وفيا بالعهود ولا أنا
وقال أبو العباس الناشي:
سمعنا بالصديق ولا نراه ... على التحقيق يوجد في الأنام
وأحسبه محالًا نمقوه ... على وجه المجاز من الكلام
وقال صفي الدين الحلي:
لما رأيت بني الزمان وما بهم ... خل وفي للشدائد أصطفي