لك منه على كل حال؛ لأنه قوام حياتك وزينة دهرك، ومنهم من هو كالدواء يحتاج إليه في الحين بعد الحين على مقدار محدود، ومنهم من هو كالسهم الذي لا ينبغي أن تقربه؛ فإنه سبب هلكتك.
وقيل: الإخوان كالسلاح، فمنهم من يجب أن يكون كالرمح يطعن به من بعيد، ومنهم كالسهم يرمى به ولا يعود إليك، ومنهم كالسيف الذي لا ينبغي أن يفارقك.
وكذلك روي عن المأمون أنه قال: الإخوان على ثلاث طبقات: كالغذاء؛ لا يستغنى عنهم أبدًا، وهم إخوان الصفاء، وإخوان كالدواء؛ يحتاج إليهم في بعض الأوقات، وهم الفقهاء، وإخوان كالداء؛ لا يحتاج إليهم أبدًا، وهم أهل الملق والنفاق، لا خير فيهم.
وفي معناه: ما نقله ابن الحاج عن أبي عبد الرحمن الصقلي أنه قال: «الإخوان أربعة: أخ كالدواء، وأخ كالغذاء، وأخ كالداء، وأخ كالدفلى، فالأول معدوم، والثاني مفقود، والثالث موجود، والرابع مشهود».
قال معقبًا: «أما الأول الذي هو كالدواء فهو مثل