الأخوة بعد هذه المرتبة بقوله: «فإن تعذرت عليه هذه المرتبة الثالثة؛ فينبغي _ أو يتعين _ عليه أن لا يدعي الأخوة؛ لعجزه عن القيام بحقها؛ إذ إنه قد يشبع وأخوه جائع، وقد يلبس وأخوه عريان، فيوجب على نفسه حقا له ... فتتعمر الذمة بالحقوق لغير ضرورة شرعية، وهذا المعنى قد كثر في هذا الزمان، فإذا أحسنوا الظن بأحد من الفقراء طلبوا منه الأخوة، فإن أجابهم لما طلبوه وجبت عليهم حقوق كثيرة، ثم
إنهم ينصرفون بعد الأخوة معه، ولا يرجعون إليه غالبًا بعد ذلك، ولا يعرفون كيف حاله أبات جائعًا أم لا أو هو عريان أم لا، وقد يكون منهم من يتفقده لكن بالرؤية والسؤال _ ليس إلا _، دون إعانة ومشاركة، فشغلوا ذمتهم بشيء كانوا في غنًى عن ترتبه فيها، ألا ترى أن العبد إذا لم يقدر السيد على نفقته وكسوته أمره الشرع ببيعه، فالبيع في حق العبد مقابله في حق الأخ؛ فإنك إذا عجزت عن المرتبة الثالثة نزلت أخاك منزلة بيع العبد عند العجز ... فينبغي أن تكون المؤاخاة على هذا الأسلوب ... فإن لم تكن لك قدرة فلا تدعيها؛ إذ إن من ادعى ما ليس فيه فضحته شواهد الامتحان».
ومما جاء في مراتب الأصحاب:
قيل: منهم من هو كالغذاء الذي يمسك رمقك، ولا بد